*الأستاذ الدكتور أحمد أحمد العرامي رئيس جامعة البيضاء يشارك في ندوة فكرية نظمتها جامعة صنعاء بعنوان: "ذكرى خروج المحتل البريطاني- دروس لطرد الاحتلال الجديد"*
استمراراً للعطاء العلمي والشعور بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة الإسلامية المركزية والولاء للوطن وابتهاجاً بأعياده الوطنية يشارك الأستاذ الدكتور أحمد أحمد العرامي بورقة علمية حول (سياسات الاحتلال البريطاني لتغيير الهوية في جنوب اليمن المحتل) في الندوة التي نظمتها جامعة صنعاء اليوم الأحد، 29 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 01 ديسمبر 2024م تحت عنوان "ذكرى خروج المحتل البريطاني.. دروس لطرد الاحتلال الجديد".
حيث تحدث أ. د. أحمد أحمد العرامي عن فترة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن 1839 ـ 1967م، وأكد أنها فترة شهدت سياسات متعمدة لتغيير الهوية اليمنية ثقافياً ودينياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً بهدف تعزيز سيطرة الاحتلال وضمان استمرار النفوذ البريطاني في المنطقة.
وأشار إلى أن بريطانيا احتلت ميناء عدن في 1839 بعد مواجهات مع سكان المنطقة، وتمكن البريطانيون من التمركز في عدن كموقع استراتيجي على طريق التجارة بين الهند وأوروبا والذي يعتبر حجر الزاوية للإمبراطورية البريطانية التي كانت تعتبر عدن نقطة تموين السفن وربط بريطانيا بالهند والدول المحتلة في الشرق .
ولفت إلى أن الاحتلال البريطاني عمد إلى سياسة تفريغ السكان الأصليين من بعض المنطقة واستخدمت عمالة أجنبية من الهند وشرق أفريقيا مما أدى إلى تغير التركيبة السكانية في عدن، وتم تحويل الأراضي الزراعية إلى قواعد عسكرية مما أضعف الاقتصاد المحلي المعتمد على الزراعة.
وأوضح الدكتور العرامي أن الاحتلال عمد إلى فرض اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في المؤسسات الحكومية والتعليم مما همش اللغة العربية وأضعف استخدامها في الحياة العامة وأنشأ مدارس لتعليم مناهجها وفق النموذج البريطاني مع التركيز على تغيير الهوية الثقافية اليمنية وإضعاف الهوية العربية والإسلامية وتقليص التعليم الديني والحد من الأنشطة الثقافية التي ترتبط بالهوية الإسلامية .
وتطرق إلى دور الاحتلال في زرع النزاعات بين القبائل من خلال دعم بعض الزعماء القبليين ضد الآخرين في محاولة لتفكيك المجتمع، وإنشاء كيانات سياسية صغيرة" محميات" تحت مسمى مشيخات وسلطنات تكون تحت سيطرتها مما منع تشكيل كيان موحد للجنوب اليمني، وعمل على تقسيم المجتمع إلى طبقات.
وأكد أن الاحتلال البريطاني استنزف الموارد الاقتصادية لعدن كميناء رئيسي لخدمة مصالحه التجارية والعسكرية، وتم استخدام عدن كقاعدة لإعادة تموين السفن البريطانية وكذا إجبار السكان المحليين على العمل لديه مقابل أجور منخفضة.
وعرّج على دور الاحتلال في القمع السياسي والتأثير الديني مما أدى إلى إضعاف الهوية الوطنية الموحدة وخلق انقسامات داخلية بين القبائل والمناطق المختلفة، وتنمية فوارق طبقية من خلال ترسيخ الفجوة بين السكان المحليين والنخب المرتبطة بها، إضافة إلى الإرث الكبير الذي خلفه الاحتلال في الجنوب بعد الاستقلال وجعله في حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي الذي أثر على الوحدة اليمنية لاحقاً.
حضر الندوة : نائب رئيس جامعة صنعاء لشؤون الدراسات العليا الدكتور إبراهيم لقمان، وأمين عام الجامعة إسكندر المقالح، والأمين العام المساعد خالد الشامي، وعمداء الكليات، وعدد من الكادر الأكاديمي والإداري والطلاب.