الدفاع عن النفس والحرب الاستباقية في ضوء نصوص الوحي بحث مقدم للمؤتمر العلمي الأول لجامعة البيضاء
DOI:
https://doi.org/10.56807/buj.v2i2.76الملخص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله الطاهرين وصحابته الراشدين. وبعد:
فإن موضوع: (الدفاع عن النفس والحرب الاستباقية) من المواضيع التي لها علاقة مباشرة بحياة الناس، بل وكافة المخلوقات فإن مما فطر الله تعالى عليه مخلوقاته أن أوجد فيها مجموعة من الغرائز والقدرات تتمكن بها من الحفاظ على حياتها وحماية نفسها من المتربصين بها، وتضمن لهذه المخلوقات البقاء واستمرارية، وكان من جملة هذه الغرائز: غريزة حب البقاء، وغريزة الدفاع عن النفس.
ولأهمية الحفاظ على النفس وديمومة حياتها أوجد الله تعالى لهذه المخلوقات ما يُمكنها به من الدفاع عن أنفسها، وقد تختلف هذه الأسلحة من مخلوق لأخر ومن وقت لأخر، بحسب الزمان والمكان والبيئة والظروف، ويما يتناسب وطبيعة ونوعية الأعداء المهاجمين ونوع سلاحهم.
هذه الغريزة (حب البقاء) أوجدها الله سبحانه تعالى في البشر، كما هيأ لهم من الأسلحة والإمكانات ما يحقق لهم حماية أنفسهم ويدفعون عنها الأخطار والاعتداءات الحسية والمعنوية، هذا من الناحية العملية، وأما من الناحية الشرعية فقد رتب الله تعالى على ما خلقه وأوجده للإنسان من قوة الغريزة، وكثرة الأسلحة وتنوعها، والقدرة على الدفاع بما أوجد لها من وسائل تمثل أسلحة رد للعدوان؛ أن ندب الله الناس عمومًا للدفاع عن أنفسهم، وحث المسلمين خصوصًا على ذلك، إلى درجة وصلت إلى الوجوب، لا في الدفاع عن النفس فحسب بل في أمر أوسع منه وهو الدفاع ورد العدوان عن الغير. وإذا كان الدفاع عن الغير مطلوبًا شرعًا، فمن باب أولى أن يكون الدفاع عن النفس أكثر طلباً، من باب فحوى الخطاب.
وفي هذا البحث: (الدفاع عن النفس والحرب الاستباقية في ضوء نصوص الوحي) وقف الباحث، على محاور غاية في الأهمية، تمس حياة الناس اليوم، وتعالج بعض نوازل العصر، كانت السبب في اختياره وتناوله لهذا الموضوع من زاويتيه: الدفاع والحرب.
وقد تناول الباحث الموضوع في مقدمة -بيَّن فيها الأصل في التعامل مع البشر-، ومبحثين: أولهما في الدفاع عن النفس ومشروعيته، واشتمل على عدَّة مطالب: جعل أولها في بيان مفهوم الدفاع عن النفس، ومشروعيته وأحكامه في ضوء نصوص الوحي. وخصَّص المطلب الثاني لأنواع الدفاع عن النفس، وفيه تحدث عن الدفاع عن النفس برد الدعاوى، (حق الرد) والدفاع عن النفس باللسان، والدفاع عن النفس باليد. ثم تناول في المطلب الثالث القواعد الشرعية في الدفاع عن النفس، وفيه أورد أقوال الفقهاء وناقشها، وخصّ المطلب الأخير بالمناقشة والرد على حديث: (فكن عبد الله المقتول). وأما المبحث الثاني فعنونه بالحرب الاستباقية ومشروعيتها. وضمَّنه أربعة مطالب. تناول في الأول منها مفهوم الحرب الاستباقية، وذكر في الثاني والثالث منها: الأدلة (المنطوقة والمفهومة) على مشروعية الحرب الاستباقية من القرآن الكريم والسنة النبوية. وفي المطلب الرابع تناول صورًا ونماذج تطبيقية للحرب الاستباقية في عصر الصحابة، وختم البحث بعدد من النتائج والتوصيات.